كتابات

بطاقة معايدة من اليمن إلى غزة

  • كتابات: بقلم/ هاشم أحمد شرف الدين

إخوتنا وأخواتنا الأعزاء في غزة
في هذه المناسبة السعيدة لعيد الفطر، نتقدم نحن أهل اليمن بتحياتنا القلبية لكم أيها الشعب الفلسطيني الصامد في غزة ، الذين تحملتم آلاما ومعاناةً لا يمكن تصورها، خلال الأشهر الستة الماضية، في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه.

فإلى أرضكم، أرض العزة في غزة، حيث تطغى ظلال العدوان والحصار على الآمال والأحلام، نقدم خالص التعازي لأولئك الذين فقدوا أحباءهم ومنازلهم والشعور بالأمان الذي يستحقه كل إنسان.

ومع أن مناسبة العيد سعيدة، لكن قلوبنا مثقلة بالحزن على الأرواح التي أزهقت، والبيوت التي هُدمت، والأحلام التي تحطمت، فنحن ندرك أن العدوان الإسرائيلي الغاشم، قد ترك ندوبا في أرضكم وأرواحكم.

وبينما يحتفل العالم، لا نستطيع نحن أن نتجاهل العبء الثقيل الذي يثقل كاهل قلوبكم، حيث أن حياتكم مبتلاة بعدوانٍ وحشي لا هوادة فيه، لم يستهدف منازلكم فحسب، بل استهدف أيضا حياتكم وجوهر كيانكم. لكن أرواحكم رغم ذلك بقت شامخة وسط الدمار، شاهدة على قوتكم التي لا تتزعزع، فأنتم شعب غزة الشجاع والصامد، الذين تحملتم مشقةً ومعاناة لا يمكن تصورها، وأظهرتم شجاعة وقوة لا تتزعزعان، ووقفتم شامخين وسط أحلك الأوقات.

فمثل الهلال الذي يزين سماء الليل خلال هذا العيد المبارك، يتألق صمودُكم يا أهل غزة، ويلقي بصيصاً من الأمل على عالمٍ جبانٍ يغض الطرف عن محنتكم. لكننا نحن أهل اليمن – في خضم الحزن – نؤكد مجدداً أنكم لستم وحدكم في كفاحكم.

وكما تشتاق الواحة الصحراوية إلى هطول المطر ليروي عطشها، كذلك نشتاق إلى اليوم الذي ينتهي فيه العدوان والحصار عليكم، ونقف معكم أيها الإخوة والأخوات وأنتم تعانون الظلم والقتل والتجويع، ونأمل أن تجدوا العزاء في معرفة أن هناك شعبٌ يحبكم ويتعاطف مع ألمكم، ويعترف بالظلم الذي يقع عليكم، وسيستمر في الدفاع عن حقوقكم.

فانتصاراً لمظلوميتكم ورداً على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية، صباح العيد، أربع عمليات في خليج عدن ، ضد سفينتين إسرائيليتين، وسفينتين أمريكيتين إحداهما عسكرية.

إنها عملياتنا العسكرية العيدية رسالة جديدة نرسم بها صورةً حية للوحدة والرحمة، متجاوزين الحدود والحواجز.

إننا نحاول أن نُسمع العالمَ صرختَنا الجماعية من أجل العدالة، ومن أجل وضع حدٍ للمعاناة التي ابتليت بها أرضكم لفترة طويلة جداً.

عملياتنا هذه هي صلاة عيدنا، نرجو أن يكون لها صدىً مثل الأذان للصلاة، فتوقظ ضمير الأمة التي رأت هلال العيد ولم تر مظلوميتكم، وصلّت صلاة العيد وصدّت عن نصرتكم.

فعسى أن يحمل العيد معه بصيص أمل، ووعداً بنصرٍ قريب تتفتح فيه زهور الربيع وتثمر أشجار الزيتون، حيث يطغى صوت الضحك على أصداء القنابل، وينمو أطفالكم في أرض تينع فيها براءتهم، فيمرحون في العيد ويلعبون دون خوف، وحيث يمكن لجراح الماضي أن تشفى.

وفي هذا المزيج من التهاني والتعاطف والتعازي بالعيد، نجدد التزامنا الثابت بنصرتكم، ونؤكد أن صوتنا الجماعي القوي في اليمن لن يسكت، سيظل يرتفع فوق الضجيج، ليصل إلى آذان أحرار العالم.

وإلى أن يأتي الفتح الموعود سيظل سلاح أهل اليمن وصلواتهم وعقولهم وقلوبهم معكم.

فيا أهلنا الأعزاء في غزة، عيدكم مبارك مرةً أخرى، مع تعازينا القلبية ودعمنا الذي لا يتزعزع.